العقل قبل العاطفة  والمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار 

بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الإيرانية نتذكر زعيماً عربياً عظيماً أخلص لأمته

العقل قبل العاطفة  والمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار 
العقل قبل العاطفة  والمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار 
فيصل خزيم العنزى
 
بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الإيرانية نتذكر زعيماً عربياً عظيماً أخلص لأمته وصدق مع شعبه فحقق نصراً عسكرياً مجيداً في أكتوبر ثم قاد معركة السلام بشجاعة لا تقل عن شجاعة الميدان !!
إنه الرئيس محمد أنور السادات الرجل الذي استعاد أرضه كاملة ودوّن اسمه في سجل الكبار بحروف من ذهب .. لم يبع القضية ولم يساوم على الكرامة بل واجه العدو في الحرب ثم أجلسه على طاولة المفاوضات وأخذ منه ما عجزت عنه جيوش وشعارات
رحم الله السادات
الزعيم الذي انتصر مرتين : 
بالسلاح وبالعقل !!
-
-
في صفحات التاريخ العربي الحديث يسطع اسم الرئيس المصري محمد أنور السادات كأحد أعظم الزعماء الذين مرّوا على الأمة
وأكثرهم فطنة وبعد نظر .. رجلٌ خاض الحرب حين كان لا بد من القتال ثم خاض السلام حين أدرك أن للدم ثمناً لا يُهدَر
وأن استعادة الحقوق لا تكون دائماً بالصوت المرتفع بل أحياناً تحتاج إلى هدوء الحكماء ودهاء الكبار !!
في أكتوبر 1973 .. كتب السادات بدماء الجنود العرب ملحمة العبور فكسرت القوات المصرية خط بارليف وتحطمت نظرية “ الجيش الذي لا يُقهر ” !!
لكن الأعظم من النصر العسكري كان إدراكه أن هذا النصر يجب أن يُترجم إلى مكاسب سياسية حقيقية تحفظ الدم العربي وتعيد الأرض !!
فجلس مع مناحيم بيغن في كامب ديفيد
وأهداه ورقة وأخذ مقابلها أرضاً كاملة
ورفع علم مصر من جديد فوق سيناء
بعد أن أجبر إسرائيل على الانسحاب الكامل لا بخطبة ولا بصوت عالٍ .. بل بحكمة الزعيم الذي يعرف متى يتقدم ومتى يفاوض !!
لم يكن السادات مجرد رئيس دولة بل كان رجل رؤية وإستراتيجية ..
أدرك أن بعض الأنظمة العربية ترفع شعارات كبيرة بينما لا تملك قرارها !!
رفض أن تبقى مصر رهينة للعاطفة أو للمزايدات فسار بخطى واثقة نحو قرار وطني مستقل أعاد به مصر إلى مكانتها وهيبتها !!
لم يساوم على كرامة وطنه ولم يُضحِ بجندي واحد إلا من أجل هدف نبيل ومحدد استعادة الأرض وبناء السلام من موقع القوة !!
في كامب ديفيد جلس بيغن وهو يظن أنه سيكسب سياسياً كما كسب عسكرياً في حروبه السابقة .. لكنه خرج من اللقاء وهو يعلم تماماً أنه أمام زعيم لا يقل حنكة عن أي قائد عالمي .. السادات لم يقدّم تنازلات
بل قدّم عرضاً لا يستطيع العدو رفضه
وكان يعلم كيف يكتب شروطه 
دون أن يخسر احترام شعبه !!
لو طاعه العرب
لتغير وجه الشرق الأوسط !!
حاول السادات أن يجعل السلام عربياً شاملاً
فدعا آخرين للّحاق بمسيرته لكنه قوبل بالرفض والريبة والتخوين !!
لو أطاعه حافظ الأسد، لعادت الجولان منذ عقود !!
ولو وافقه قادة آخرون لتحقق كثير من المكاسب السياسية قبل أن يضيع زمنها !!
لكن الزمن أنصف السادات
ورجاحة رأيه باتت اليوم 
أوضح من أي وقت مضى !!
السادات لم يكن زعيماً محلياً
بل قائداً تاريخياً برؤية عالمية 
كان يدرك أن الوطن لا يُدار بالشعارات
بل بالقرارات الصعبة والمصيرية
وكان يؤمن بأن المعركة لا تكون فقط في ميدان القتال .. بل أيضاً في ميدان السياسة والمفاوضات !!
لقد أثبت السادات أن الزعيم الحقيقي هو من يعرف متى يرفع السلاح .. ومتى يرفعه عن كتف الجندي ليكتب به توقيع النصر السياسي !!
أنور السادات ليس فقط بطل الحرب
بل بطل السلام أيضاً ..
رجلٌ لا يتكرر
سبق زمانه وقرأ ما لم يقرأه غيره
ضحك على بيغن
وكسب الأرض بورقة
بينما غيره خسر الأرض بالشعارات !!
رحم الله الرئيس السادات
فقد ترك لنا مدرسة في الزعامة عنوانها :
العقل قبل العاطفة
والمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار .